أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
ديناصورات

كيف تطوّر عالم الديناصورات؟

جابت الديناصورات الأرض ما بين 230 و 65 مليون سنة مضت، وحينها كان كوكبنا شديد الاختلاف عن اليوم

إن المناخات الشديدة الجفاف في العصر البرمي، والتدمير اللاحق لمستنقعات الفحم القديمة التي كانت موطنا لكثير من النباتات الكربونية، يعني أن الحقبة المتوسطة Mesozoic يمثل فترة من الانتعاش في تاريخ الأرض. وتكوّن الحقبة المتوسطة من العصور الترياسي، والجوراسي والطباشيري. وقد كانت أقل جفافا، لكنها اتسمت بارتفاع درجات الحرارة العالمية، وسرعان ما احتلت الثدييات والديناصورات المتطورة النظم الإيكولوجية غير المأهولة الآن على الأرض. وفي الوقت نفسه، فقد ظهرت الشعاب المرجانية الجديدة تحت المحيطات، وبدأت قنافذ البحر المتعددة تتنوع وتزدهر، بعد أن أوشكت على الانقراض في نهاية العصر البرمي.

وتشير بعض التقديرات إلى أن درجات الحرارة الاستوائية خلال بداية العصر الترياسي (في بداية الحقبة المتوسطة) بلغت 38 درجة سيليزية، وعند هذه النقطة كانت كتلة الأرض العالمية لا تزال مجتمعة في قارة فائقة تسمى بانغيا. وخلال العصر الترياسي انقسمت بانغيا إلى عدة مناطق مناخية، كان بعضها شديد الجفاف وعانى البعض الآخر ظروفاً تشبه الرياح الموسمية. ونتيجة لهذا التقسيم المناخي، فقد انفصلت النباتات إلى عالمين شمالي وجنوبي. وبحلول العصر الجوراسي انخفضت درجات الحرارة العالمية إلى نحو 30 درجة سيليزية وانفصلت بانغيا إلى جزأين، شمالي وجنوبي.

وبدأت المحيطات كما نعرفها اليوم بالتكون خلال العصر الطباشيري- الذي اكتسب اسمه بسبب المحتوى الكبير من الطباشير في البحار الضحلة نتيجة لتراكم الهياكل العظمية. وبعد أحداث الانقراض الكبرى في نهاية العصر الطباشيري، صارت الثدييات- التي كانت صغيرة في الماضي وضئيلة مقارنة بالديناصورات- قادرة على استغلال العديد من النظم الإيكولوجية الشاغرة، وتمكنت تدريجيا من الهيمنة على كوكب الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى