كيف تطورت الحياة
كيف قطعنا الرحلة من خلية واحدة إلى كائنات معقدة مكتملة
كوكبنا موجود منذ نحو 4.5 بليون سنة. وقد ظهرت الحياة على الأرض قبل 3.8 بليون سنة. ربما تطورت أشكال الحياة الأولى في الفوهات المائية الحرارية في أعماق البحار. تتفاعل هذه الينابيع القلوية الحارة مع صخر الأديم من أسفل السطح وتتفجر من خلاله، مُطلقة من الأعماق عناصر مثل البورون والبوتاسيوم. ونجمت من امتزاج هذه البقع الغنية بالمعادن بمياه البحر مجموعة كبيرة من التفاعلات الكيميائية، التي نتجت منها جزيئات عضوية، تلتها جزيئات قادرة على نسخ نفسها. بعد ذلك، تطورت خلايا كاملة، وفي نهاية المطاف تكونت الكائنات الحية من أنواع مختلفة من الخلايا.
هناك بعض التكهنات حول ماهية أول حيوان تطور. اعتقد العلماء أن حيوانات الإسفنج Sponges ظهرت أولاً ولفترة طويلة، لكن هناك أدلة جديدة على أن قنديل البحر المشطي Comb jellyfish كان الحيوان الأول. ومن المؤكد أن الحياة كلها كانت مقتصرة على البحر لما لا يقل عن 600 مليون سنة. ولم تكن طبقة الأوزون قد تشكلت بعد، كما تعرضت الأرض لمستويات مميتة من الأشعة فوق البنفسجية. وخلال تلك الفترة الزمنية الطويلة، تعرض نسخ الحمض النووي DNA لطفرات جعلته يطوّر أشكالاً جديدة من الخلايا. وانتقلت الطفرات المفيدة إلى الجيل التالي، فيما منعت تلك الضارة الحيوانات من أن تعيش لفترة كافية لكي تتكاثر. واختارت الطبيعة تلك الجينات المفيدة؛ مما سمح للحيوانات بالتغير بمرور الزمن.
ولم تتوجه الحيوانات إلى الأرض حتى توفر لديها سبب لذلك. وبدأت النباتات الشبيهة بالأشنات Moss بالنمو، وقبل نحو 530 مليون سنة، كانت مفصليات الأرجل Arthropods البدائية تتغذى بها. وبعد ذلك بمليون سنة، تحولت أسماك البحر إلى برمائيات. وقد اعتمدت على المياه للتكاثر، لكنها تمكنت من التغذي بالأرض. تعين أن تضع البرمائيات بويضاتها في الماء؛ لأن أطوارها اليرقية مائية. وقبل نحو 300 مليون سنة ظهرت الزواحف مع حاوية الأجنة المحمولة التي نسميها بالبيضة؛ مما يجيب عن السؤال القديم: من جاء أولاً؟ سمحت البيضة الأمنيوتية (السلوية) Amniotic للحيوانات بالابتعاد عن البحر بشكل دائم ومن ثم التكيف مع محيطها الجديد. وسادت الزواحف الأرض حتى 65 مليون سنة قبل يومنا هذا، ثم سرعان ما أطبقت الثدييات على زمام السيطرة، بداية من الحيوانات الشبيهة بالجرذان التي صارت أسلافاً للرئيسيات الحديثة، مثل البشر.