قد تكون ضبابية الوعي في حالات كوفيد الطويلة مرتبطة بخثرات الدم
قد تنشأ ضبابية الوعي Brain fog المُنْهِكة التي كثيراً ما تصيب الأشخاص المصابين بالكوفيد الطويل الأمد Long COVID من خثرات دموية Blood clots. يصف الكوفيد الطويل الأمد الأعراض التي تستمر لأسابيع إلى سنوات بعد الإصابة بكوفيد19-. ويعاني بعض المصابين بهذه الحالة من مشكلات في تدفق الدم وسعة الرئتين، والتي ربطت بحدوث خثرات دموية صغيرة شاذة. فقد أشار باحثون إلى أن الخثرات قد تؤدي أيضاً إلى ظهور الأعراض العصبية لكوفيد الطويل الأمد، مثل ضبابية الوعي، التي يمكن أن تعطل قدرة الأشخاص على التركيز والتذكر وتنفيذ المهام.
تدعم دراسة حديثة هذه الفكرة التي تربط الخثرات الدموية بضبابية الوعي. لكنها لا تفسر الأمر بالكامل لإظهار كيف يمكن للخثرات أن تلحق الضرر بالأعصاب أو الدماغ بما يؤدي إلى ضبابية الوعي. استخدم البحث الجديد بيانات من نحو 1,840 بالغاً أدخلوا إلى المستشفى بسبب كوفيد19- في المملكة المتحدة خلال عامي 2020و2021. أدى هذا إلى تضييق نطاق تركيز الدراسة على المرضى غير المطعّمين الذين أصيبوا بعدوى حادة، ومن ثمّ فمن غير الواضح مدى امتداد النتائج إلى الأشخاص المطعّمين ومن يصابون بكوفيد الطويل الأمد بعد عدوى خفيفة أو من دون أعراض. وكجزء من دراسة كوفيد19- بعد دخول المستشفى، أخذت من المشاركين عينات دم عند دخول المستشفى، ثم خضعوا لاختبارات معرفية وملئوا استبانات بعد 6 و12 شهراً.
ظهر اثنان من البروتينات المشاركة في تخثر الدم، وهما الفيبرينوجين Fibrinogen والمثنوي دي ،D-dimer كعاملين رئيسيين للتنبؤ بالمشكلات المعرفية التي تصيب المرضى في المستقبل. الفيبرينوجين، الذي يصنعه الكبد، هو المكون البنيوي الرئيسي اللازم لتكوين خثرة دموية، والمثنوي دي هو جزء بروتيني يُفرز عندما تتحلل خثرات الدم. بالمقارنة مع من لديهم كمية أقل من الفيبرينوجين، حقق مرضى المستشفيات الذين لديهم أعلى مستويات الفيبرينوجين نتائج أسوأ في اختبارات الذاكرة والانتباه، وصنفوا إدراكهم باعتباره أسوأ في الاستبانات. وبالمثل، فمن لديهم مستويات عالية من المثنوي دي قيّموا لاحقاً إدراكهم بدرجة أسوأ في الاستبانات الذاتية مقارنة بمن لديهم مستويات منخفضة من المثنوي دي. وكذلك كان أفراد المجموعة التي لديها نسبة عالية من المثنوي دي أكثر عرضة للإبلاغ عن مشكلات في قدرتهم على العمل لمدة 6 و12 شهراً بعد خروجهم من المستشفى.
في السابق، ربط بروتينين معنيان بتخثر الدم بكوفيد19- الوخيم، وبشكل منفصل، ارتبط الفيبرينوجين وحده بالمشكلات المعرفية والخرف. في هذه المرحلة، من غير المعروف كيف يمكن للبروتينات أن تسبب ضبابية الدماغ في حالات كوفيد الطويل الأمد. وقد تؤدي خثرات الدم المرتبطة بالفيبرينوجين إلى عرقلة تدفق الدم إلى الدماغ، أو ربما تتفاعل بشكل مباشر مع العصبونات. قد يكون المثنوي دي أكثر ارتباطاً بالخثرات في الرئتين والمشكلات التنفسية، والتي كثر الإبلاغ عنها في المجموعة التي لديها نسبة عالية من المثنوي دي. وقال الدكتور أرافينثان فاراثاراج Aravinthan Varatharaj، المحاضر الإكلينيكي في العلوم العصبية بجامعة ساوثهامبتون: ”يجب أن تبحث الأبحاث المستقبلية فيما إن كان العلاج الذي يستهدف تخثر الدم، مثل مميعات الدم Blood thinners، قد يساعد المصابين بهذه الأعراض“. يجب أن يخضع هذا الاستخدام لمميعات الدم لاختبارات صارمة في التجارب.
بقلم: نيكوليتا لانيز