أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
العلوم البيئيةالعلوم الطبيعية

طب الأدغال

سكان أستراليا الأصليون هم خبراء بالمناطق النائية، مستخدمين العلاجات المنقذة للحياة الموجودة في الطبيعة

بقلم: إيلسا هارفي

المناطق الريفية الأسترالية هي ذات بيئة قاسية. فالأرض هناك مغبرة وجافة، ويمكن أن تتخفى فيها الأخطار وتسود عليها حرارة لا تنخفض. وقد تخدعك الأرض فتظنها قاحلة، إلا أن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. ومن خلال التجربة والخطأ على مدار 60 ألف سنة من تاريخ استيطان البشر لأستراليا، ازدهر الناس في هذه القارة.
يرتبط سكان أستراليا الأصليون ارتباطا عميق بالأرض، إذ علّمهم أسلافهم أهميتها المادية والروحية. وتقول قصصهم المروية منذ فترة طويلة أنك إذا كنت لطيفاً مع البيئة، فسترد لك الجميل وتوفر لك كل ما تحتاج إليه لحياة مُرضية. فقد أثبت هذا الاحترام نجاحه، في وجود مجموعة كبيرة ومتنوعة من النباتات والحيوانات التي يحمل تركيبها الكيميائي فوائد صحية في أماكن غير محتملة.
لم يحدث فهم الخصائص الطبية للمناطق الطبيعية للبلاد بين عشية وضحاها. ومع احتواء الصحارى على كمية كبيرة من الحيوانات والنباتات السامة المتخفية في شكل أطعمة لذيذة، جاء سبر أغوار الأرض بالمهارة والصبر والابتكار. فمثلاً، عند تناول نبات سام مثل السيكاد Cycad (النخل السرخسي)، كان أفراد العائلة يمرضون أو يموتون، وهو تحذير تناقله الناس عبر الأجيال، قبل اكتشاف أن مياه الأنهار يمكنها ترشيح السموم وتمنحهم وصولاً إلى المغذيات والأسرار الحافظة للصحة للنباتات.
المعلومات البالغة الأهمية حول أي جزء من أجزاء النبات يمكن استخدامه، وكيفية تحضير طبخة دوائية بنسب آمنة، تأتي كطبيعة ثانية لأفراد الأمم الأسترالية الأصلية. ومن دون تقنيات الأدغال هذه والمعرفة المنقولة شفهياً التي حفظت هذه الأدوية لآلاف السنين، ربما ضاعت مساهمات البلد الطبيعية في صحة البشر مع مرور الزمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى