صغار الباندا العملاقة تولد «غير مكتملة النمو»
بقلم: رافي ليتزتر
يولد صغار الباندا العملاقة ضئيلي الحجم وغير مكتملي النمو على نحو غريب. فلا أحد يعرف السبب، كما تبين مؤخرا أن النظرية الرئيسية خاطئة. وتميل اللواحم Carnivorans- رتبة الثدييات Order of mammals التي تضم جميع الدببة والكلاب والقطط والراكون والعرس والفقمات، إضافة إلى أنواع أخرى- إلى أن تدخل العالم صغيرة وضعيفة بلا شعر وعمياء، وفقاً لدراسة حديثة. وتميل الدببة خصوصا إلى ولادة دياسم صغيرة بشكل غير عادي.
ويعتقد بعض الباحثين أن لهذه الغرابة علاقة بالبيات الشتوي. وفي وقت ما، بدأت فترات الحمل في الدببة تقصر لتجنب الحمل أثناء البيات الشتوي، والآن صارت هذه سمة مميزة لجميع أنواع الدببة- حتى الباندا، التي لا تبيت بياتا شتويا. وعلى الرغم من ذلك، تواجه هذه النظرية مشكلة كبيرة: تولد الباندا ضئيلة الحجم وغير مكتملة النمو بصورة استثنائية، حتى بالنسبة إلى الدببة. فالدببة الأخرى، بما في ذلك الأنواع التي تبيت بياتا شتويا، تولد بهياكل عظمية قوية وناضجة. أما الباندا الوردية الرخوة، فهي الاستثناء. قال المؤلف الرئيسي للدراسة، بيشو لي Peishu Li، في بيان صحفي: «إنها غير مكتملة».
صغار الباندا ضئيلة الحجم على نحو غريب. وعند الولادة يزن الديسم نحو 100 غم، مما يعني أن أمهات الباندا أضخم بـ 900 مرة من صغارها. قليل فقط من الحيوانات الأخرى، بما في ذلك الكنغر وآكل النمل Echidnas، تُظهر تباينات مماثلة في الوزن عند الولادة. ومع ذلك، بدا من المحتمل أن هذا يعد جزءاً من قصة عامة للدببة؛ تزن أنثى الدب القطبي 400 ضعف وزن صغارها عند الولادة.
وفي الثمانينات أنجب أول زوجين من الباندا في حديقة حيوان سميثسونيان الوطنية في واشنطن خمسة دياسم، نفقت جميعها بعد الولادة بوقت قصير. ودرس لي والمؤلفة المشاركة في الدراسة، كاثلين سميث Kathleen Smith- أستاذة البيولوجيا من جامعة ديوك، اثنين من تلك الدياسم المحفوظة. واستخدم الباحثون ماسحا بالأشعة المقطعية لبناء نماذج ثلاثية الأبعاد للهيكل العظمي لكلا المخلوقين. كما فحصوا بالتقنية نفسها صغار الدببة الرمادية ودببة الكسلان والدببة القطبية والكلاب والثعالب وحيوانات أخرى. وبمقارنة جميع الهياكل العظمية، وجد لي وسميث أنه يبدو أن عظام الباندا تكون ناقصة النمو بشكل فريد عند الولادة. وقالت سميث في البيان «يشبه ذلك جنينا بشريا في الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل». لكن حتى الآن، لا أحد يعرف لماذا.