س: ماذا لو سقطت في ثقب أسود؟
إن السفر إلى الحدث المنفرد لأحد هذه الأجرام هو رحلة العمر، لكن في اتجاه واحد.
للثقب الأسود واحدة من أقوى قوى الجاذبية لأي جرم في الكون؛ فإذا وقعت في براثنها فقد حُكم عليك بالفناء.
وفيما وراء نقطة تسمى أفق الحدث، يتقوس المكان والزمن لدرجة أنه حتى الضوء لا يستطيع الإفلات. وفي الداخل تُسحق المادة إلى نقطة واحدة، تُعرف بالحدث المنفرد Singularity. فهذه النقطة السوداء غير مرئية تماماً؛ لأن الضوء لا يمكنه الخروج منها. ومع ذلك، فبوسعك رؤية تأثيراتها من الخارج.
فإذا اقتربت من ثقب أسود، سترى أن الضوء يبدأ بالانحناء، فيحوم حول النقطة المظلمة المركزية كما تتدفق المياه إلى بالوعة الحوض.
وستبدأ بالتحرك بوتيرة أسرع فأسرع حيث تسحبك الجاذبية، وإذا سقطت فيه بقدميك أولا، ستحدث لجسدك أشياء غريبة.
وستتعرض قدماك، لكونهما أقرب إلى الثقب الأسود من رأسك، لقوة سحب أكبر ويبدأ جسدك بالتمدد.
فإذا كان الثقب الأسود صغيراً فستتمزق، أما إذا كان كبيراً، فستواصل الدوران. وعندما تعبر أفق الحدث سيصبح كل شيء مظلماً، ولكن لن يكون أمامك وقت طويل للنظر حولك. وستصبح جزءاً من الثقب الأسود، حيث تنسحق إلى بقعة ضئيلة ولن تكون أمامك فرصة للهروب.