داخل صاروخ فولكان سنتور
يستخدم أحد أحدث أنظمة الإطلاق الفضائية الأمريكية وقوداً جديداً، وبه أجزاء يُعاد استخدامها
ائتلاف الإطلاق المتحد United Launch Alliance(اختصاراً: الائتلافULA ) هي أكثر شركات الإطلاق الفضائي الأمريكية خبرة، حيث أطلقت الصاروخين الشهيرين أطلس فايف Atlas V ودلتا فور .Delta IV تُعد الشركة الآن لإطلاق صاروخ جديد يسمى فولكان سنتور .Vulcan Centau كما الحال مع الصواريخ السابقة، سيكون الصاروخ قادراً على إطلاق أقمار اصطناعية في مجموعة متنوعة من المدارات – بما في ذلك المدارات المتزامنة مع الأرض – لحساب وكالة ناسا وعملاء الحكومة الأمريكية الآخرين. ولكن من المأمول أن يتمكن الصاروخ الجديد من القيام بذلك بتكلفة أقل بفضل مبادرة تشير إليها الشركة بـ سمارت SMART، وهي اختصار ”تكنولوجيا الاستعادة الحساسة المعيارية المستقلة“ Sensible, Modular, Autonomous Return Technology، والتي تسمح باستعادة أغلى أجزاء الصاروخ بعد الإطلاق وتجديدها لإعادة استخدامها.
تستخدم أجزاء من التصميم الجديد تقنية راسخة، مثل المرحلة العليا لصاروخ سنتور، والنوع نفسه من معززات الصواريخ الصلبة المستخدمة في الصاروخ دلتا فور. الأكثر ابتكاراً هي مرحلة فولكان الأساسية الرئيسية، والتي ستستخدم نوعاً من محركات الصواريخ يختلف تماماً عن منتجات الشركة السابقة، وهو ،BE-4الذي صممته وصنعته شركة جيف بيزوس، بلو أوريجين Blue Origin. لسوء الحظ، أثبت BE-4 أنه إحدى العقبات الرئيسية في رحلة إعداد الصاروخ فولكان سنتور للطيران، والذي كان متوقعاً في الأصل في عام 2020. وأحد أسباب تباطؤ تطوير المحرك BE-4 عما كان مخططاً له، هو أنه ابتكار هندسي طموح جداً. لكونه أقوى من المحركات الرئيسية لمكوك الفضاء، فقد صمّم لكي يعمل بالميثان، وهو وقود جديد تماماً في سياق أنظمة الإطلاق الفضائية. تعكف العديد من الشركات – أبرزها سبيس إكس، الإضافة إلى بلو أوريجين – على تطوير منصات إطلاق تعمل به، لكن تظل الحقيقة أنه حتى الآن لم يصل أي صاروخ يعمل بوقود الميثان إلى الفضاء. ومع ذلك، من المأمول أن يغير فولكان سنتور ذلك عما قريب.
القوة الفضائية
وكالة ناسا هي واحدة من أكبر مستخدمي الصاروخ فولكان سنتور. لكن القوة الفضائية الأمريكية US Space Force تعد عميلاً مهماً آخر. تمثل هذه القوة فرعاً منفصلاً من القوات المسلحة الأمريكية، جنباً إلى جنب مع الجيش والبحرية والقوات الجوية ومشاة البحرية. اعترافاً بأن الفضاء- خاصة فيما يتعلق بأنظمة المراقبة والاتصالات- قد أصبح مجالاً لا غنى عنه للعمليات العسكرية الحديثة، يتمثل دور القوة الفضائية بحماية المصالح الأمريكية في مجال الفضاء. في حين كانت عمليات الإطلاق الفضائية العسكرية في الماضي من اختصاص القوات الجوية، فإنها تقع الآن ضمن اختصاص القوة الفضائية. في يوليو 2022، مثلاً، أطلق صاروخ أطلس فايف من ائتلاف الإطلاق المتحد مركبتين فضائيتين- قمر اصطناعي للتحذير من الصواريخ ومنصة لعرض التكنولوجيا- نيابة عن القوة الفضائية.
”إنه ابتكار هندسي طموح جداً“
المرحلة العليا للصاروخ سنتور
على عكس معزز فولكان الذي يعمل بوقود الميثان، والذي يمكن إعادة استخدامه جزئياً، لا يوجد شيء ثوري في المرحلة العليا من فولكان سنتور. يعتبر سنتور في تصميمه الأساسي واحداً من أقدم وأنجح معدات الفضاء في أمريكا. ولدت فكرة الصاروخ في الأصل في فجر عصر الفضاء في أواخر خمسينات القرن العشرين، وتمت أول رحلة ناجحة له- فوق المعزز الصاروخي أطلس- في 27 نوفمبر 1963. ومنذئذ، أطلق الصاروخ سنتور أكثر من 260 مرة، مرسلاً مركبة فضائية تلو الأخرى في طريقها لتصنع التاريخ، من أول مركبة أمريكية للهبوط السلس على سطح القمر، وهي سرفايور وان Surveyor 1، في عام 1966، إلى العربتين الجوالتين كيوريوسيتي Curiosity وبيرسيفيرانس Perseverance على المريخ حالياً.
مبتكر مسلسل ستار تريك، جين رودنبيري Gene Roddenberry.
مقارنة بين الصواريخ
أريان فايف ARIANE 5
الارتفاع: 52 مترا
الحمولة القصوى: 20,000 كغم
التكلفة لكل إطلاق: 140 إلى 185 مليون يورو
فالكون ناين من سبيس إكس SPACEX FALCON 9
الارتفاع: 70 مترا
الحمولة القصوى: 22,800 كغم
التكلفة لكل إطلاق: 67 مليون دولار
أطلس فايف ATLAS V
الارتفاع: 58 مترا
الحمولة القصوى: 18,850 كغم
التكلفة لكل إطلاق: 150 مليون دولار
دلتا فور هيفي DELTA IV HEAVY
الارتفاع: 72 مترا
الحمولة القصوى: 28,800 كغم
التكلفة لكل إطلاق: 350 مليون دولار
فولكان سنتور VULCAN CENTAUR
الارتفاع: 62 مترا
الحمولة القصوى: 27,200 كغم
التكلفة لكل إطلاق: 100 إلى 200 مليون دولار