تشريح الدبابة تايغر
صممت ألمانيا النازية دبابة بانزر الثقيلة لتحقيق ضربة حاسمة للرايخ الثالث
طُوِّرت العربة الهجومية المصفحة 6 (بالألمانية Panzerkampfwagen VI)، المشهورة باسم تايغر1 (Tiger I)، في أوائل أربعينات القرن العشرين بهدف صنع آلة قتل مدرعة للجيش الألماني لا يمكن إيقافها. وقد تم الاتصال بشركتين هندسيتين متنافستين، هما بورشه Porsche وهينشل Henschel، لإنتاج نماذج أولية للدبابة، وتلبية مواصفات مثل الوزن والتكلفة والقدرة التسليحية. وفي المحصلة اختير تصميم هينشل ودُفع إلى خط الإنتاج من أجل نشرها بسرعة على الجبهة الشرقية، للانضمام إلى غزو هتلر الجاري للاتحاد السوفييتي.
يجب وجود خمسة من أفراد الطاقم لتشغيل الدبابة تايغر: سائق، ومدفعجي، ومحمّل، وقائد، ومُشغِّل راديو. وكان السلاح الرئيسي للدبابة مدفعا من عيار 88 مم، صمم في الأصل كمدفع مضاد للطائرات. وعند استخدام الدبابة تايغر لأول مرة، كان هذا المدفع الضخم قادراً على اختراق أي دروع للعدو من مسافة بعيدة. وبعد سنوات من ذلك، وخلال معركة نورماندي في عام 1944، مَكّن هذا أطقم الدبابة تايغر من نصب الكمائن لتشكيلات الحلفاء من بعيد، فأمكنهم إطلاق نيرانهم المدمرة قبل أن تتاح لعدوهم فرصة للرد.
وبلغت سماكة درع التايغر 100 مم في المقدمة- وهي قوية بما يكفي لإيقاف أو حَرف معظم نيران الحلفاء المرتدة. وذكرت تقارير ساحة المعركة فشل الجولة بعد الأخرى من النيران المعادية في اختراق هذه الدروع الجبارة للتايغر. وعلى عكس الدبابة الألمانية الأخرى، البانزر 5 (Panther V)، لم تكن الصفيحة الفولاذية الواقية للنماذج المبكرة للدبابة تايغر مائلة؛ مما منحها حماية أقل. وأضيفت ميزة التصميم المائل هذه لاحقاً إلى الدبابة كينغ تايغر King Tiger، التي اكتمل بناؤها في الأشهر الأخيرة من الحرب- بعد فوات الأوان للحيلولة دون هزيمة ألمانيا النازية.
وعلى الرغم من سمعتها المخيفة في ساحة المعركة، فقد تمكن الحلفاء في المحصلة من دحر قدرات الدبابة تايغر1- فتفوقت دباباتهم من حيث العدد والقدرة على المناورة، وفي النهاية من حيث قوة مدافعها على الآلة التي كانت مهيمنة ذات يوم. واليومَ، لا تزال الدبابة تايغر من بين أشهر المركبات التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية ومعلماً بارزاً في تاريخ الحروب المدرعة.