أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
فلك وعلم الكونيات

المشاهدات الفلكية بمنظار تحديد المواقع

كثيرا ما تُغفل هذه التلسكوبات المدمجة كبديل رخيص لتلسكوبات المشاهدات الفلكية الأساسية

مناظير تحديد المواقع هي أفضل معدات مراقب الطبيعة، وهي مفيدة على حد سواء لدراسة قطيع من الظباء في إفريقيا أو سرب من الطيور المتنقلة بين الأشجار في الريف. وعندما يتحول النهار إلى ليل، يعود راصدو الطبيعة هؤلاء إلى منازلهم، إذ لا يوجد شيء آخر يمكنهم رؤيته في الضوء الخافت. وفي الوقت نفسه يبدأ الفلكي استعداده للتحديق في الظلام، حيث ترصّع الكواكب والنجوم السماء الصافية التي يضيئها القمر. وبدلا من توجيه تلسكوباتهم الثقيلة إلى هذه البقعة الحالكة الظلام، كثيرا ما يفضّل المتحمسون مناظير تحديد المواقع لإلقاء نظرة سريعة على عجائب سماء الليل، وهو مشهد يغفل عنه كثيرون.

عندما نتصوّر الفلكيين، نتخيل فردا ملتفا في ملابسه الدافئة ومنكفئا على العدستين العينيتين لتلسكوب دوبسوني مثير، أو تلسكوب كاسر جدير بالثقة. ومع ذلك، فمثل محبي الطبيعة، يرغب الفلكيون أيضا في استخدام مناظير تحديد المواقع- وخاصة للمشاهدات الفلكية السريعة والسهلة. صحيح أن هذه التلسكوبات المدمجة لن تمنحك رؤية مفصلة لأجرام السماء العميقة مثل المجرات والسدم- أو على الأقل ليس المناظر نفسها التي يوفرها تلسكوب جيد. ومع ذلك، فستحصل على مناظر جيدة بشكل مدهش للأجرام الساطعة مثل القمر، والكواكب القريبة وعناقيد النجوم المفتوحة، في ظل الظروف الجوية المناسبة.

وعندما يتعلق الأمر بقوة التكبير، تزوّد مناظير تحديد المواقع بعدسات عينية مكبرة قد يصل تكبيرها إلى ×60، وأكثر من ذلك في كثير من الأحيان. ويمكن إزالة هذه العدسات لتركيب العدسات العينية القياسية المستخدمة في التلسكوبات الفلكية التقليدية. وعند مراقبة سماء الليل، يجب ألا تقل قوة تكبير المنظار عن ×60، لكن عليك أن تأخذ في الاعتبار فتحة منظار تحديد المواقع الذي تستخدمه، وهو قطر العدسة الشيئية لتلسكوبك- فكلما كانت أكبر، ازداد مقدار الضوء الذي يمكن لتلسكوبك تجميعه، ومن ثمَّ سيزداد ثراء تجربتك في الرصد الفلكي.

يغري جمال سماء الليل العديد من المراقبين لالتقاط صور لها بكاميراتهم. ولحسن الحظ، فمعظم مناظير تحديد المواقع يمكن توصيلها بمجموعة متنوعة من الكاميرات الرقمية باستخدام محولات خاصة. وعند استخدام التلسكوبات الرقمية، فإن استقرار جهازك على حامله الثلاثي القوائم، مع كون العديد من أجرام سماء الليل هي مجرد نقاط ضئيلة على بحر من الأسود- سيجعل رصدها صعبا. ويتطلب السطوع المنخفض سرعة بطيئة جدا لغلق الكاميرا، وعلى هذا النحو، يجب التأكد من كون الحركة والاهتزازات عند أدنى حد ممكن من أجل الحصول على صورة واضحة. ومن الضروري توفّر قاعدة صلبة ومناسبة من أجل التقاط هدفك. إضافة إلى ذلك، يتطلب التركيز درجة من التجريب، لأن استخدام شاشة العرض الصغيرة للكاميرا الرقمية، إضافة إلى خفوت أجرام سماء الليل، قد يمثل مهمة صعبة. ولأنها محمولة، ولقدرتها على التقاط صور واضحة، وكونها أرخص بمئات الدولارات من التلسكوبات التقليدية، أصبحت مناظير تحديد المواقع شائعة على نحو متزايد في ساحة الرصد الفلكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى