الغلاف الجوي للأرض
لا تمثل الغيوم سوى 0.1 في المئة من الطريق الى السماء. تعرّف على ما يوجد فوقنا …
ينخفض الضغط الجوي تصاعديا كلما ازددت ارتفاعا، لكن الحرارة لا تتبع هذا النمط السلس؛ فهي تنخفض وترتفع في صورة نطاقات متناوبة. تعمل الأرض على تسخين الطبقة السفلى من الغلاف الجوي، التي يطلق عليها اسم التروبوسفير troposphere، ولذلك تزداد برودة هذه الطبقة كلما ارتفعنا لأعلى. ومع انخفاض حرارة الجو، يتكثف بخار الماء ويتساقط على هيئة أمطار أو ثلوج، وعندما تصل إلى قمة طبقة التروبوسفير- على ارتفاع نحو ثمانية إلى 12 كيلومترا- يكون الهواء شبه جاف تماما. تمثل هذه بداية طبقة الستراتوسفير stratosphere، حيث تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع مجددا نتيجة لقيام عدد كبير من جزيئات الأوزون بامتصاص الأشعة فوق البنفسجية من الشمس.
وبمجرد أن يترقق الأوزون، نصل إلى طبقة الميزوسفير mesosphere وتنخفض درجة الحرارة مرة أخرى، حتى تهبط إلى ما يصل إلى -90 درجة مئوية. إن كل الشهب التي نراها هي في الواقع نيازك تحترق عندما تدخل إلى طبقة الميزوسفير.
وحتى عند الارتفاعات التي تعتبر عادة ضمن الفضاء الخارجي، ليس هناك حد ثابت للغلاف الجوي. ما يحدث هو أن الهواء يصبح أرق بصورة متزايدة. تحلّق محطة الفضاء الدولية International Space Station (اختصارا: المحطة ISS) في الواقع عبر الطبقة التي تعلو طبقة الميزوسفير، والمعروفة بالثيرموسفير thermosphere. وعلى الرغم من كون جزيئات الغاز المنفردة متباعدة عن بعضها لدرجة أنها تستطيع الطيران لمسافة كيلومتر كامل دون أن تصطدم ببعضها البعض، فلا يزال هناك ما يكفي من السَحْب الجوي لجعل محطة الفضاء الدولية تفقد نحو كيلومترين من الارتفاع في الشهر. أما الطبقة الخارجية والأخيرة فهي الإكزوسفير exosphere، حيث يترقّق الغلاف الجوي كثيرا لدرجة أنه يمتزج- في نهاية المطاف- بالفضاء.
طبقات الغلاف الجوي
تتصرف كل منطقة من الغلاف الجوي بصورة مختلفة تماما عن الطبقة الواقعة فوقها وتلك الموجودة تحتها