أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
استشراف المستقبلهندسة

العصر الجديد للشراع

تعرّف على أسطول الموجة الجديدة من السفن التي ستُحدث تغييرا شاملا في الطاقة الشراعية في القرن الحادي والعشرين

سادت السفن الشراعية البحار في الماضي، فقد تسابقت السفن الشراعية السريعة المعروفة بـ “كليبر” Clipper لكي تصبح أول من يجلب الشاي والتوابل وحتى الذهب من آسيا إلى أوروبا خلال القرن التاسع عشر. ربما كان أشهرها السفينة كاتي سارك Cutty Sark التي حطمت الأرقام القياسية عندما أبحرت من لندن إلى سيدني خلال ما يزيد قليلا على 70 يوما، بالغة سرعات تزيد على 17 عقدة (31.5 كم/الساعة) خلال تلك الرحلة.

سادت السفن الشراعية البحار في الماضي، فقد تسابقت السفن الشراعية السريعة المعروفة بـ “كليبر” Clipper لكي تصبح أول من يجلب الشاي والتوابل وحتى الذهب من آسيا إلى أوروبا خلال القرن التاسع عشر. ربما كان أشهرها السفينة كاتي سارك Cutty Sark التي حطمت الأرقام القياسية عندما أبحرت من لندن إلى سيدني خلال ما يزيد قليلا على 70 يوما، بالغة سرعات تزيد على 17 عقدة (31.5 كم/الساعة) خلال تلك الرحلة.وتليها سفن شراعية جبارة تعرف بـ “ويندجامر” Windjammer، كانت تنقل ما يصل إلى 5000 طن من البضائع الثقيلة، مثل كتل الخشب، بين القارات. وحتى في وجود خمسة صوار كبيرة وأشرعة مربعة واسعة، فلم تزد سرعتها المتوسطة على نحو7.5 عقدة (13.9 كم/ الساعة).

اعتمد كل من السفن كليبر والسفن ويندجامر على اتباع الرياح السائدة في الإبحار حول العالم. لكن افتتاح قناة السويس في عام 1869 أَعلن نهاية عصر الشراع. وفّرت القناة طريقا أقصر من شمال المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي، لكنها تمر بين بلاد تكون الرياح ضعيفة، لذلك صارت السفن البخارية هي الخيار المفضل، ثم محرك الديزل الأكثر كفاءة.

ولا يزال الشحن البحري هو الطريق الرئيسي لنقل البضائع حتى اليوم. وفي الواقع، فإن الشحن البحري تنامى بنسبة 400 % منذ السبعينات، وهناك الآن نحو 100 ألف سفينة تجوب البحار لنقل المنتجات التي نستهلكها. في عالمنا الذي تسوده العولمة، تنقل 90 % من تجارتنا الدولية عن طريق البحر، لكن أكبر 16 سفينة شحن يمكنها إنتاج القدر نفسه من التلوث بالكبريت المنبعث من 800 مليون سيارة.

ويرجع ذلك جزئيا إلى قيام سفن الحاويات بحرق “وقود السفن” المتدني الدرجة، وهو أشد ضررا من البنزين المكرر الذي نستخدمه في السيارات. وهناك لوائح تحكم انبعاثات سفن الشحن، لكن يعتقد أن الجسيمات الضارة مسؤولة عن آلاف الوفيات البشرية كل عام. تعمل منظمات مثل مبادرة الشحن المستدام Sustainable Shipping Initiative على إصلاح تلك الصناعة بحلول عام 2040، لكن التغير المناخي يتحرك بشكل أسرع.

لكن الجيل الجديد من البحارة وبناة السفن قد يقدم حلولا صديقة للبيئة، مستفيدا من الماضي لإنقاذ المستقبل. فقد شهد العقد الماضي ترميم السفن الشراعية التقليدية لنقل شحنات صغيرة من المناطق الاستوائية مثلما كانت تفعل السفن الشراعية القديمة.

وفي الوقت نفسه، فإن ارتفاع تكلفة الوقود يُجبر الشركات الكبرى التي تنقل شحنات هائلة على الابتكار، مثل تجربة نماذج حديثة من السفن الشراعية الكبيرة الكلاسيكية. ولا تقتصر الابتكارات الصديقة للبيئة التي تعمل بطاقة الرياح على نقل البضائع، فحتى اليخوت الفاخرة مثل “الصقر المالطي” باتت تستخدم الأشرعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى