أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
تكنولوجيا

السايبورغ

من الطب إلى التفاعل الحاسوبي، كيف سيصبح الإنسان والآلة كياناً واحداً

بقلم: مارك سميث

مع أفلام مثل سايبرمن Cybermen، والشرطي الروبوتي Robocop، وترمنيتور The Terminator: فأي شخص على دراية بأدب الخيال العلمي سيكون مدركاً تماماً لمفهوم السايبورغ Cyborg.
استخدم المصطلح لأول مرة في عام 1960 من قبل العالمين مانفريد كلاينس Manfred Clynes وناثان إس. كلاين Nathan S. Kline في إشارة إلى الإنسان المعزز الذي يمكنه العيش في بيئات خارج الأرض. فالكائن الحي السيبراني- إذا أردت اسمه الكامل- هو مزيج من البيولوجيا والتكنولوجيا، أي كائن حي مزود بأجزاء مزروعة محوسبة أو ميكانيكية مصممة لاستبدال أو تحسين بعض الجوانب الحالية لجسمه. ولم تعد وحدات السايبورغ موجودة فقط في الأفلام والكتب المصورة؛ فهي حقيقية جداً، كما أن التحسينات في التكنولوجيا تجعل زرع التكنولوجيا في الكائنات الحية أسهل وأكثر أماناً، من الحشرات وصولاً إلى البشر.
ومن بين الآثار الجانبية للحروب الأخيرة في الشرق الأوسط إعادة طب المعارك إلى صدارة جدول أعمال الأبحاث، إذ أدى التقدم في الأطراف الآلية إلى صنع أذرع وأرجل بديلة يمكنها الاستجابة للنبضات العصبية مثلما يفعل الطرف البيولوجي. وفي عام 2016 جرت أول دورة أولمبية للسايبورغ في سويسرا، حيث اختُبرت بعض هذه التقنيات المدهشة، من الهيكل الخارجي Exoskeleton – وهو إطار يركب فوق جسمك ويحرك أطرافك نيابة عنك- الذي صممته الوكالة ناسا لتمكين مصاب بالشلل النصفي من المشي، إلى ذراع مزودة بمحرك، تمكن أحد المنافسين من استخدامها لأداء مجموعة من المهام بمجرد التفكير فيها، بما في ذلك تركيب قطع أحجية مصورة وتقطيع رغيف الخبز.
واستبدال الأطراف المصابة أو المفقودة ليس وحده هو ما يقود الأمور إلى الأمام، فهناك توجهات أيضاً. «القرصنة البيولوجية» Bio hacking هي المجال الذي يزرع فيه الناس التكنولوجيا في أجسامهم.
وتضمنت هذه العناصر المعروفة بـ«اختراقات الجسم» زرع مغناطيسات وشرائح الاتصالات القريبة المدى (NFC)، مثل تلك التي تستخدمها لشحن هاتفك لاسلكيّاً، في الأصابع، يمكن برمجتها لفتح أبواب السيارة أو الارتباط بموقع ويب أو الحاسوب. أما رقاقات مزروعة في أجزاء أخرى من الجسم يمكنها مراقبة أمور مثل درجة الحرارة.
لكن العديد من الخبراء يرون أن مستقبل السايبورغ لا يتعلق فقط بتحسين أجسامنا بزرع أشياء مثل الأذرع الآلية، ولكن أيضاً بزرع أشياء في أدمغتنا. ويبحث هذا الحقل من الأبحاث الذي يُعرف بالتكنولوجيا العصبية Neurotech في الكيفية التي يمكننا بها استخدام أشياء مثل زرع غرسات عصبية للذاكرة Neural memory implants كعلاج لمرض ألزهايمر، والكيفية التي يمكن بها للذكاء الاصطناعي أن يتنبأ بالمكان الذي قد تحدث فيه الارتعاشات الجسمية الناجمة عن مرض باركنسون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى