إذا جربت فيما مضى تقطّع الإشارة الهاتفية أثناء رحلة بالقطار، فستعرف أن السفر بسرعة عالية وتغطية الشبكة المتسقة لا ينسجمان معا. ومع محاولة هاتفك أن يبدّل بين أقرب صواري الشبكة المتاحة، فقد تتذبذب الإشارة مما يجعل الاتصال متقطعا. ولكن ماذا لو كنت، بدلا من السفر في قطار، تدور حول الأرض بسرعة تزيد على 27,500 كم/الساعة، ففقدان الاتصال قد يعني الفرق بين الحياة والموت؟ هذا هو التحدي الأخطر على متن محطة الفضاء الدولية. والاتصال المنتظم بين رواد الفضاء ومركز التحكم الأرضي أمر حيوي للتشغيل السليم للمحطة وسلامة رواد الفضاء على متنها. ومع ذلك لا يمكن إرسال الإشارات الموثوق بها بصورة مباشرة بين مركز التحكم ومحطة الفضاء الدولية بجهاز إرسال واستقبال منفرد على الأرض. ولن تتمكن موجات الراديو من السفر عبر الأرض نفسها، ولذلك، فمع انتقال المحطة عبر الجانب الآخر من الكوكب، ستقضي نسبة كبيرة من مدارها البالغ مدته 90 دقيقة بعيدا عن نطاق جهاز الإرسال والاستقبال. ولحل هذه المشكلة، تستخدم وكالة ناسا نظام تتبع وترحيل بيانات الأقمار الاصطناعية TDRS، وهي شبكة من الأقمار الاصطناعية التي ترسل وتستقبل الإشارات بين محطة الفضاء الدولية والعديد من محطات الاتصالات على الأرض. وتحلّق الأقمار الاصطناعية السبعة النشطة التي تشكل النظام TDRS حاليا في مدار متزامن مع الأرض Geosynchronous، فتتمركز حول العالم لتوفير تغطية مستمرة لمحطة الفضاء الدولية. وعندما يحتاج رواد الفضاء إلى الاتصال بمركز التحكم، ترسل إشاراتهم من المحطة الفضائية الدولية إلى أقرب قمر اصطناعي في كوكبة النظام TDRS. وبعد ذلك يرحل القمر الاصطناعي الإشارة إلى المحطة الأرضية أدناه، فيمكن إرسالها إلى مركز التحكم الأرضي المعني.
إن أعجبتك المقالات
اشترك معنا بإدخال إيميلك الشخصي
وستصلك نشرتنا الإخبارية
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق
-
أكبر الثقوب السوداء في الكوننوفمبر 1, 2024