أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
فلك وعلم الكونيات

التلسكوبات الدوبسونية

هناك كثير من سوء الفهم حول التلسكوبات الدوبسونية؛ فما هي وما يمكنها القيام به، مما يساعد على إزالة الغموض عنها ...

التلسكوب الدوبسوني هو تلسكوب نيوتوني عاكس على قاعدة سمتية ارتفاعية؛ وهي القاعدة التي تميزه عن أي نوع آخر من التلسكوبات النيوتونية العاكسة. وقد اشتهر في ستينات القرن العشرين بفضل الفلكي الهاوي المتحمس جون دوبسون. ويعتقد أن دوبسون اخترع تصميم القاعدة، ولكن كما اعترف علانية، فقد كانت الفكرة موجودة منذ قرون عديدة، إذ كانت المدافع تثبت بهذه الطريقة، واستخدمت في الحروب.

لكنه طوّر فكرة تثبيت التلسكوبات النيوتونية العاكسة في منصة بسيطة باستخدام مكونات منزلية، ومن ثمَّ يمكن صنعها بتكلفة زهيدة، وهكذا رُبط اسمه بتلسكوب الهواة الواسع الانتشار هذا. ويرجع رواج هذه التلسكوبات إلى بساطة تصميمها وقطع غيارها الرخيصة.

كان هناك العديد من التنويعات المتباينة على هذا التلسكوب، بعضها متطور جدا ويبتعد عن المواد المتواضعة وغير المكلفة والتصميم البسيط. وسرعان ما أدركت الشركات المصنعة للتلسكوبات التجارية هذه الشعبية، ومن ثمَّ يمكنك العثور على تلسكوبات دوبسونية كمنتجات تُنتج بكميات كبيرة وذات حجم ونوعية متباينة، وبأشكال عديدة.

كثيرا ما تُعرف التلسكوبات الدوبسونية بـ”الدلاء الخفيفة” لأنها تمثل وسيلة غير مكلفة لامتلاك تلسكوب ذي فتحة كبيرة نسبيا- حيث يوجّه معظم المال الذي تنفقه في شراء العدسات البصرية بدلا من القاعدة. وبعبارة أخرى، فإن المبلغ الذي تدفعه لشراء تلسكوب دوبسوني ذي فتحة بقطر 10 بوصات ربما لا يسمح لك إلا بشراء تلسكوب نيوتوني ذي فتحة قطرها 6 بوصات على قاعدة استوائية.

ومن ثمَّ، فإن التلسكوب الدوبسوني يوفر ميزة “مزيد من القيمة بالنسبة إلى التكلفة” فيما يتعلق بالفتحة. وعند صنعه منزليا، كثيرا ما يُبنى من الخشب الرقائقي وغيره من المواد الخفيفة الوزن والمستقرة، وعادة ما يمكن تفكيكه بسهولة لأغراض النقل والتخزين.

ومن الممكن حمل تلسكوب ذي فتحة بقطر 16 بوصة في الجزء الخلفي من سيارة عائلية صغيرة؛ مما يعني أنه يمكنك الارتحال إلى موقع لرصد السماء المظلمة والاستفادة من استخدام تلسكوب كبير. غير أنها ليست مناسبة لبعض أشكال المراقبة. لأنه يتعين على المستخدم أن يحرك التلسكوب باستمرار لمتابعة الأجرام، فقد يصعب مراقبة أي شيء بأكثر من تكبيرات متوسطة. تُستخدم الحوامل المصنوعة من التيفلون لتوفير حركة عديمة الاحتكاك، ولكن ينبغي التغلب على القصور الذاتي للتلسكوب.

والتلسكوبات الدوبسونية ليست مناسبة لأي شيء غير التصوير الفلكي الأساسي بسبب كونها مثبتة في قاعدة سمتية ارتفاعية وليست استوائية. ويمكن حاليا تزويد التلسكوبات الدوبسونية بمحركات آلية وأنظمة “غوتو” محوسبة وحتى منصات استوائية، لكن هذا يتعارض مع الفكرة الأصلية لكون التلسكوب الدوبسوني بديلا رخيصا للفلكيين الهواة المتحمسين.

من غير المرجح أن يقل رواج التلسكوب الدوبسوني عما قريب، لأنه يمثل تلسكوبا أوليا رائعا للمبتدئين أو للمراقبين المحنكين الراغبين في التوفير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى