أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
غير مصنف

أول كابلات التلغراف العابرة للأطلسي

البعثة‭ ‬التي‭ ‬ربطت‭ ‬بين‭ ‬بريطانيا‭ ‬وأمريكا‭ ‬الشمالية

في‭ ‬أيامنا‭ ‬هذه،‭ ‬يستغرق‭ ‬الأمر‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ثانية‭ ‬واحدة‭ ‬لإرسال‭ ‬رسالة‭ ‬بين‭ ‬بريطانيا‭ ‬وأمريكا‭ ‬الشمالية،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1850،‭ ‬كان‭ ‬عليك‭ ‬الانتظار‭ ‬لمدة‭ ‬عشرة‭ ‬أيام‭ ‬لكي‭ ‬تصل‭ ‬رسالتك‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬السفن‭. ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬كانت‭ ‬شبكات‭ ‬التلغراف‭ ‬البرية‭ ‬تصل‭ ‬المدن‭ ‬والبلدان‭ ‬بالفعل،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إرسال‭ ‬الإشارات‭ ‬بشيفرة‭ ‬مورس‭ ‬Morse code‭ ‬تُستلم‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬تقريبا‭ ‬عند‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭. ‬ولكن‭ ‬كان‭ ‬علينا‭ ‬الانتظار‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1851‭ ‬حتى‭ ‬تُمدَّد‭ ‬هذه‭ ‬الكابلات‭ ‬تحت‭ ‬الماء‭ ‬لأول‭ ‬مرة،‭ ‬مما‭ ‬حفّز‭ ‬التحدي‭ ‬الكبير‭ ‬المقبل‭: ‬الاتصال‭ ‬عبر‭ ‬الأطلسي‭. ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬تحدٍ‭ ‬بدا‭ ‬مستحيلا‭ ‬تمثّل‭ ‬‭ ‬بتمديد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2500‭ ‬كلم‭ ‬من‭ ‬الكابلات‭ ‬تحت‭ ‬مياه‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭.‬

فشلت‭ ‬المحاولات‭ ‬القليلة‭ ‬الأولى‭ ‬لتمديد‭ ‬تلك‭ ‬الكابلات،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1858،‭ ‬نجح‭ ‬رَبْط‭  ‬الساحل‭ ‬الغربي‭ ‬لأيرلندا‭ ‬بمقاطعة‭ ‬نيوفاوندلاند‭ ‬على‭ ‬الساحل‭ ‬الشرقي‭ ‬لكندا‭. ‬وتبادلوا‭ ‬الرسائل‭ ‬بمعدل‭ ‬بضع‭ ‬كلمات‭ ‬في‭ ‬الدقيقة‭ ‬الواحدة‭ ‬لمدة‭ ‬شهر‭ ‬تقريبا،‭ ‬ولكن‭ ‬عند‭ ‬محاولة‭ ‬زيادة‭ ‬سرعة‭ ‬البث،‭ ‬ازدادت‭ ‬فولطية‭ ‬الكابل،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تعطله‭.‬

وبعد‭ ‬ست‭ ‬سنوات،‭ ‬أجريت‭ ‬محاولة‭ ‬أخرى،‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬باستخدام‭  ‬السفينة‭ ‬“غريت‭ ‬إيسترن”‭ ‬SS Great Eastern،‭ ‬وهي‭ ‬أكبر‭ ‬سفينة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭. ‬وقد‭ ‬تعرضت‭ ‬المهمة‭ ‬الأولى‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الكوارث‭ ‬وانتهت‭ ‬بانقطاع‭ ‬الكابل‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬المحيط‭. ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬بسنة،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1866،‭ ‬نجحت‭ ‬المحاولة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬تمديد‭ ‬كابل‭ ‬جديد‭ ‬وحتى‭ ‬ترميم‭ ‬القديم،‭ ‬والذي‭ ‬عمل‭ ‬كنسخة‭ ‬احتياطية‭ ‬لدعم‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬الثورية‭ ‬الجديدة‭ ‬للاتصالات‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى