أبرد كائن حي
تعد بطيئات المشية Tardigrades من أغرب وأقوى الكائنات الحية في الوجود. تُعرف بطيئات المشية أيضاً بدببة الماء أو خنازير الطحلب، وهي من اللافقاريات الصغيرة التي يتراوح طولها بين 0.05 إلى 1.2 مم. ومن بين الصفات التي تجعلها فريدة من نوعها قدرتها على البقاء في ظل أشد الظروف قسوة- فهي تعيش في كل موئل Habitat على الأرض تقريباً. اكتشف الباحثون أن هذه المخلوقات القوية يمكنها العيش في درجات حرارة منخفضة حتى -°200س. وتقوم بطيئات المشية بذلك عن طريق الدخول في حالة شبيهة بالموت تُعرف بحالة السبات Cryptobiosis. أثناء وجودها في هذه الحالة، تطرد أكثر من %95 من الماء الموجود في أجسادها. وبعد ذلك، تحمي أجسادها بروتينات تشكل شرنقة تشبه الزجاج حول كل خلية من خلاياها. تستطيع بطيئات المشية أيضاً إحياء نفسها، حتى بعد عقود من النوم في حالة السبات.
أبرد نقطة انصهار
يحتفظ الهيليوم Helium بالرقم القياسي للعنصر الذي لديه أقل نقطة انصهار في الكون المعروف، وهي -272.2°س، والتي لا تبعد سوى 0.95 درجة عن الصفر المطلق. وتمثل نقطة انصهار العنصر مقدار الطاقة اللازمة لتحويل مادة ما من الحالة الصلبة إلى السائلة. اكتسب الهيليوم نقطة انصهاره المنخفضة من قواه الجزيئية الضعيفة ومقدار التفاعل الضئيل الذي يحدث بين كل ذرة من ذرات الهيليوم. ويعني هذا أنه يمكن استخدامه كوسيط تبريد لمسرعات الجسيمات والمغناطيسات الفائقة التوصيل.
أبرد سكان الأرض
قرية أويمياكون Oymyakon النائية في شرق سيبيريا هي أبرد مكان مأهول بشكل دائم على وجه الأرض. أدنى درجة حرارة سجلت في القرية هي -°67.7س. وتتألف القرية من منطقة من التربة الصقيعية ،Permafrost مما يعني أن درجة حرارة الأرض تظل ثابتة عند صفر سيليزية. يعني هذا أيضاً أنه ربما لا ينمو الكثير على الأرض المتجمدة، ومن ثمّ فإن طعام سكان أويمياكون يتكون أساساً من اللحوم والأسماك. بالنظر إلى درجات الحرارة المتدنية، لا توجد تمديدات سباكة داخلية في منازل أويمياكون، إذ يتخلص السكان من جميع النفايات الجسدية في مراحيض خارجية باردة. اشتُق اسم أويمياكون من لفظة روسية بمعنى ”الماء الذي لا يتجمد“.
بقعة الكون الباردة
خارج قطبي الأرض المتجمدين، يحتوي الكون على مناطق لا حصر لها من البرودة التي لا يمكن تصورها. ولكن هناك مكان أبرد من أي مكان آخر في الكون: سديم البومرانغ .Boomerang Nebula يقع هذا السديم الكوكبي الأولي على بعد نحو 5,000 سنة ضوئية من الأرض، ويتكون من سحب من الغاز والغبار الكوني. اكتُشف السديم في عام ،1995 وتوصل علماء الفلك إلى أن حرارته تزيد بدرجة واحدة على الصفر المطلق (-°272س). يُعتقد أن برودته ناتجة عن نجم يرمي نفسه في قلب نجم عملاق أحمر أكبر. فعادة ما تتشكل السدم الكوكبية عندما يخمد أحد النجوم وينفجر في حدث مستعر أعظم. وخلال هذه العملية، ينهار قلب النجم تحت وطأة جاذبية الكون، مما يتسبب في تمدد الغازات والمواد الكونية الأخرى بسرعة إلى الفضاء.
عند إطلاق جزيئات الغاز من الضغط الناتج من المركز النووي للنجم وتوسعها بسرعة، فإنها تتباطأ وتبث قدراً أقل من الطاقة الحرارية. كلما تمدد الغاز بوتيرة أسرع، تباطأت حركة الجزيئات المنفردة وأصبحت أبرد. وتتوسع الغازات المنبعثّة من الاصطدام في قلب سديم البومرانغ بوتيرة أسرع بعشر مرات من الغازات المنبعثّة من المستعر الأعظم لنجم واحد، بمعدل 93 ميل/ثانية، وهو ما يعتقد العلماء أنه سبب طبيعته فائقة البرودة. استخدم علماء الفلك الذين اكتشفوه تلسكوباً أرضياً في أستراليا، وكشفوا عن شكله المنحني الشبيه بعصا البومرانغ. ولكنّ صور تلسكوب هابل كشفت منذ ذلك الحين أن السديم يشبه ربطة العنق أكثر من عصا البومرانغ.
أبرد الكواكب
نبتون Neptune هو عملاق جليدي يعتبر أبرد كواكب المجموعة الشمسية، حيث تبلغ درجة حرارة سطحه -°200س. فقد كان الحامل السابق لهذا اللقب هو بلوتو Pluto ، الذي تبلغ درجة حرارة سطحه -225°س، لكن نزّلت مرتبته إلى كوكب قزم في عام 2006. فالسبب الرئيسي في برودة نبتون الشديدة هو بعده عن الشمس. باعتباره أبعد كوكب معروف في مجموعتنا الشمسية، فإنه يتلقى أقل قدر من الحرارة من أشعة الشمس. ويتكون الغلاف الجوي لنبتون من الهيدروجين والهيليوم وقليل من الميثان، والتي قد تحافظ على حالة الغاز في ظل درجات حرارة الكوكب المتجمدة. وعلى الرغم من أن الميثان الموجود في الغلاف الجوي لنبتون يعمل كغطاء عازل، كما هي الحال على الأرض، فإن الكميات الضئيلة تعني أن نبتون لا يمكنه البقاء دافئاً مثل أورانوس الغني بالميثان، عند -195°س.