آيا صوفيا
استكشف التصميم المبتكر والتاريخ الغني لتلك الأعجوبة التركية ذات القباب.
كانت آيا صوفيا في الماضي كاتدرائية، ثم مسجدا، و هي الآن متحف. وهي تحفة معمارية ترجع إلى 1400 سنة. بدأ تشييدها في القرن السادس الميلادي، عندما كانت إسطنبول تُعرف بالقسطنطينية، عاصمة الإمبراطورية البيزنطية الرومانية.
وكان موقعها في السابق مقرا للماغنا إكليزيا Magna Ecclesia، التي تعني «الكنيسة الكبرى» باللاتينية، والتي أحرقت خلال أعمال الشغب في عام 404 م، ثم لكنيسة أخرى، دمرت بدورها خلال ثورة نيقيا Nika Revolt في عام 532 م. وفي ذلك الوقت، كان الإمبراطور جستنيان الأول حاكما للإمبراطورية، وبمجرد أن قمع الثورة ضده، أمر ببناء كاتدرائية جديدة كبرى. وقد كلف أنتيموس الترالي Anthemius of Tralles، وهو عالم رياضيات وفيزياء، وإيزيدور الأب من مالطا Elder Isidore of Miletus، أستاذ الهندسة والميكانيكا، بقيادة المشروع. وعلى الرغم من أن كليهما لم يكونا يمتلكان الكثير من الخبرة المعمارية، فقد تمكنا من تصميم هيكلها المقبّب، الذي كان مبتكرا على نحو مذهل في زمانهما. وبعد أقل من ست سنوات، اكتمل بناء أكبر كاتدرائية في العالم، وهو اللقب الذي احتفظت به حتى تجاوزتها كاتدرائية إشبيلية بعد ألف سنة.
وعند انهيار الإمبراطورية البيزنطية في عام 1453م، كانت آيا صوفيا قد تدهورت إلى حالة يرثى لها. لكن عندما رآها محمد الثاني، السلطان العثماني الجديد، أعجب بها كثيرا؛ ومن ثم قرر تحويلها إلى مسجد كبير للسلاطين، وبنيت فيها لاحقا مكتبة، وسبيل ماء، ومطبخ لإطعام الفقراء، و مآذن، في كل زاوية.
وبعد نحو 500 سنة، تغيّر الغرض من المبنى مرة أخرى عندما جاء أول رئيس تركي إلى السلطة. أمر أتاتورك بتحويل آيا صوفيا إلى متحف، وفتح أبوابه لعموم الجمهور في عام 1935، ليتيح لهم استكشاف أحد أعظم الأمثلة الباقية من العمارة البيزنطية بأنفسهم.