أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
علم الإنسان

داخل المعدة البشرية

اكتشف كيف يتمدد هذا العضو الهضمي المذهل، ويتمخّض، ويحوي حمضاً هاضماً لتكسير طعامنا، وكل ذلك دون أن يتعرض للأذى

تتمثل وظيفة المعدة الرئيسية بالعمل كمستودع للطعام؛ فهي تسمح لنا بتناول وجبات كبيرة في جلسة واحدة قبل أن تقوم بتفريغها تدريجيا في الأمعاء الدقيقة. ويعمل مزيج من الحمض والإنزيمات الهاضمة للبروتينات وحركة المخض القوية على تكسير محتويات المعدة، ومن ثم تحويلها إلى شكل سائل تسهل معالجته، ومن ثم إعداد الطعام لهضمه في الأمعاء.

وفي حالة الراحة، تنكمش المعدة وينطوي سطحها الداخلي مشكلة ما يسمى ثنيات Rugae. ولكن، فعندما نشرع في تناول الطعام، تبدأ المعدة بالانتفاخ؛ وتتسطح الغضون، مما يسمح للمعدة بالتوسّع، فيما ترتخي العضلات الخارجية. ويمكن للمعدة أن تستوعب نحو لتر واحد (1.8 مكاييل) من الطعام دون انزعاج.

يُفعّل توسّع المعدة على مُستقبلات التمدّد، مما يرسل إشارات عصبية تؤدي إلى زيادة إنتاج الحمض وتسبب تقلصات عضلية قوية لمزج ومخض محتوياتها. ويعمل حمض المعدة على تفكيك البروتينات الموجودة في الطعام، مما يتيح لإنزيم البيبسين الوصول إليها، ومن ثم يقوم بتكسير البروتين. ويعمل وجود بروتينات مهضومة جزئيا على تحفيز الخلايا الصماء الداخلية (الخلايا G) لصنع هرمون الغاسترين الذي يشجع إنتاج المزيد من الحمض.

وتفرغ المعدة محتوياتها في الأمعاء الدقيقة عبر عضلة البواب. تمر السوائل بسهولة عبر تلك العضلة، لكن قُطر المواد الصلبة يجب أن يقل عن 1-2 ملم (0.04-0.08 بوصة) لكي تمر. ويتعرض أي شيء أكبر من ذلك إلى «الارتجاع» للخلف إلى الغرفة الرئيسية لمزيد من التقطيع والتحطيم الإنزيمي. ويستغرق الأمر نحو ساعتين لتمرير نصف وجبة إلى الأمعاء الدقيقة، وتتم العملية بأكملها عموما في غضون أربع إلى خمس ساعات.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى