أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
التاريخفنون وعلوم إنسانية

عبقرية اليونان القديمة

كيف غيّرت اختراعات واكتشافات وثقافة هذه الحضارة العالَم.

أدت اليونان القديمة دورا محوريا في تطوّر الثقافة والمجتمع الغربيين. فأثناء مرور أوروبا بالعصر الحديدي، كانت اليونان منارة رائدة في تطور الحضارة القديمة. وكثيرا ما تُذكر أثينا كلاعب رئيس في هذا التقدم، لكن الدويلات اليونانية الأخرى مثل كورنثوس Corinth وطيبة Thebes وحتى أسبرطة Sparta المولعة بالحرب، كانت لها إسهاماتها أيضا. فقد عملت اليونان القديمة على تحسين معظم جوانب الاقتصاد والمجتمع والجيش والسياسة. وكانت الكتيبة اليونانية واحدا من التشكيلات العسكرية الأكثر إثارة للرعب في العالم القديم؛ كما كانت المسارح اليونانية تعرض أفضل المسرحيات، فيما تنافس الرياضيون في قمة الرياضة القديمة: دورة الألعاب الأولمبية.
لقد صمّم المهندسون المعماريون اليونانيون عددا من أرقى المباني القديمة، ونظر الفلاسفة إلى العالم بطرق جديدة. ولم يكن لملحمتي هوميروس- الإلياذة والأوديسة- مثيل في زمانهما.
وعلى عكس الحضارات السابقة، يعتقد أن كثيرا من المثقفين في اليونان القديمة كانوا ملمين بمبادئ القراءة والكتابة. ولمئات من الكلمات الإنجليزية أصول إغريقية، مثل Encyclopaedia، وTelephone وMicroscope؛ وكذلك كلمة «ديمقراطية»، المشتقة من الكلمة الإغريقية Demokratia، والتي تعني «السلطة للشعب».
وقد حكم الملوك الدول المدينية City-states اليونانية طوال معظم تاريخ تلك الحضارة، لكن أثينا صارت ديمقراطية لفترة وجيزة في القرن الخامس ق.م. فالنظام الديمقراطي لم يكن مشابها لما نعرفه حاليا (لم يكن يُسمح للنساء والعبيد بالتصويت)، لكن هذا التطور بالغ الأهمية شكّل السياسة العالمية منذ ذلك الحين، ويدين من يحق لهم التصويت حاليا بذلك للإغريق.
وأدت انقسامات الدول المدينية إلى تراجع التقدم العلمي، إذ كانت المناطق كثيرا ما تتقاتل فيما بينها. وبعد أن توحدت أخيرا على يدي الإسكندر الأكبر في عام 336 ق.م، ازدهرت التجارة اليونانية وانتشرت ثقافتها في جميع أنحاء حوض البحر المتوسط، وآسيا الصغرى وشمال إفريقيا. ربما غزا الرومان اليونان، لكنهم كانوا شديدي الإعجاب بثقافتها وتقدمها التكنولوجي، فقلدوا الميثولوجيا والهندسة والعمارة والتكتيكات العسكرية اليونانية. وكان تأثير اليونان القديمة مهما للعالم الغربي لدرجة أنها لو كانت دمرت خلال صراعاتها العديدة مع الفرس، فربما كانت الحضارة الأوروبية قد اتخذت سبيلا شديد الاختلاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى