أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
جيولوجيا

شلالات ديفيلز كيتل

هل‭ ‬سيتمكن‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬كشف ‬الغموض‭ ‬الذي‭ ‬يحيط‭ ‬بهذه ‭ ‬الظاهرة‭ ‬الجيولوجية؟

يتدفق‭ ‬نهر‭ ‬برول‭ ‬على‭ ‬بُعد‭ ‬بضعة‭ ‬كيلومترات‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬الأمريكية‭ – ‬الكندية‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬يعد‭ ‬مكانا‭ ‬رائعا‭ ‬للتجديف‭ ‬وصيد‭ ‬الأسماك،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬واجهته‭ ‬الهادئة‭ ‬لا‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يكمن‭ ‬تحتها‭: ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬أسرار‭ ‬الطبيعة‭.‬

لأنه‭ ‬ينعطف‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب‭ ‬عبر‭ ‬متنزه‭ ‬القاضي‭ ‬سي‭ ‬آر‭ ‬ماغني‭ ‬بولاية‭ ‬مينيسوتا،‭ ‬ينحدر‭ ‬نهر‭ ‬برول‭ ‬بقدر‭ ‬244‭ ‬مترا‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬13‭ ‬كيلومترا،‭ ‬مكوّنا‭ ‬شلالات‭ ‬متعددة‭ ‬أثناء‭ ‬تدفقه‭ ‬نحو‭ ‬البحيرة‭. ‬وعند‭ ‬نحو‭ ‬2‭.‬5‭ ‬كيلو‭ ‬متر‭ ‬من‭ ‬منبعه‭ ‬في‭ ‬البحيرة،‭ ‬يشطر‭ ‬نتوء‭ ‬من‭ ‬صخور‭ ‬الريوليت‭ ‬البركانية‭ ‬النهر‭ ‬إلى‭ ‬نصفين،‭ ‬ما‭ ‬يُنتج‭ ‬شلالا‭ ‬مزدوجا‭. ‬ومع‭ ‬تقاطر‭ ‬النصف‭ ‬الشرقي‭ ‬في‭ ‬البركة‭ ‬أسفله،‭ ‬حيث‭ ‬يواصل‭ ‬رحلته‭ ‬بطول‭ ‬النهر‭ ‬كالمعتاد،‭ ‬يسقط‭ ‬النصف‭ ‬الغربي‭ ‬بقدر‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمتار‭ ‬لأسفل‭ ‬حفرة‭ ‬عملاقة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يختفي‭ ‬في‭ ‬المجهول‭.‬

وقد‭ ‬أُلقي‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬جذوع‭ ‬الأشجار‭ ‬وكرات‭ ‬تنس‭ ‬الطاولة‭ ‬المُعلَّمة‭ ‬في‭ ‬السيل،‭ ‬كما‭ ‬سُكبت‭ ‬عليها‭ ‬بعض‭ ‬الصبغات،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يُعد‭ ‬انتشال‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬من‭ ‬البحيرة‭ ‬قطُّ،‭ ‬مما‭ ‬يدحض‭ ‬أي‭ ‬اقتراح‭ ‬بوجود‭ ‬نقطة‭ ‬للخروج‭. ‬تقترح‭ ‬إحدى‭ ‬النظريات‭ ‬أن‭ ‬المياه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أنها‭ ‬أنشأت‭ ‬كهفا‭ ‬ونهرا‭ ‬تحت‭ ‬الأرض،‭ ‬لكن‭ ‬صخرة‭ ‬الريوليت‭ ‬الصلبة‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أمرا‭ ‬مستحيلا‭. ‬وبالمثل،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬خط‭ ‬صدع‭ ‬Fault line،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حجمه‭ ‬هائلا‭ ‬للسماح‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬الكتلة‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬بالتدفق‭ ‬عبره‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭…‬

وتشير‭ ‬نظرية‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المياه‭ ‬تتدفق‭ ‬في‭ ‬أنفاق‭ ‬من‭ ‬الحمم‭ ‬–‭ ‬أي‭ ‬الكهوف‭ ‬التي‭ ‬تتشكل‭ ‬عندما‭ ‬تبرد‭ ‬الحمم‭ ‬متحولة‭ ‬إلى‭ ‬صخور‭ ‬بركانية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يشكل‭ ‬الريوليت‭ ‬مطلقا‭ ‬أنفاق‭ ‬الحمم‭ ‬البركانية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬صخور‭ ‬البازلت‭ ‬الموجودة‭ ‬قد‭ ‬نشأت‭ ‬عن‭ ‬تصدعات‭ ‬صخرية‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬براكين‭. ‬ومن‭ ‬ثم،‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إجراء‭ ‬العلماء‭ ‬تجاربهم‭ ‬واستقصاء‭ ‬الجيولوجيين‭ ‬النظريات،‭ ‬فلم‭ ‬يتمكنوا‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬التوصّل‭ ‬إلى‭ ‬تفسير‭ ‬جيولوجي‭ ‬مُقنع‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى